ريتز، باريس

الريتز وما أدراك ما الريتز..

حقيقي أنا من عشاق فنادق الريتز جدا، تحس وأنت نازل في الريتز بإحساس جميل بغض النظر عن جماله وفخامته يعطيك إحساس بالبساطة، الراحة والثراء، من ناحية إن كل شخص يعمل بالفندق من أعلى منصب الى أقل منصب، أنت كنزيل أهم شخص بالنسبة لهم وأتوقع هذا ما يميز الريتز عن أي فنادق أخرى عالمياً، ومع الحجر وإشتياق الكثير منا للسفر وحياة الفنادق والتغير حبيت أشاركم بعض المعلومات عن بدايات فنادق الريتز و أُمور أخرى متنوعة جميلة جدا وبعض الصور من مواقعهم الرسمية.

ريتز باريس

تم شراء الموقع في عام 1705 من قبل انطوان فرانسوا بيتات دي فايلي، وتم بناء سكن خاص والذي قطنت فيه عدد من العائلات النبيلة وأصبح في وقت لاحق فندق دي جراونت. وقد تم تصميم الواجهة من قبل المهندس المعماري الملكي للملك لويس الرابع عشر، جوليس هاردوين مانسارت، وبدأ البناء في عام 1705.

في أواخر القرن الثامن عشر، عام 1898، اشترى سيزار ريتز (السويسري) القصر وحول فندق دي لوزان السابق إلى فندق يضم 210 غرفة بالتعاون مع الشيف الفرنسي أوغست أسكوفييه. ولقد صّرح ريتز، أن خططه للفندق هو توفير لزبائنه الأثرياء "كل المطلبات والترف الذي يرغب الامير أن توجد في بيته".

 قام ريتز، بإيكال المهندس المعماري تشارلز ميويز مهمة تحديث الهيكل الأصلي الذي يرجع إلى عام 1705 مع البقاء على الواجهة الأصلية للمبنى.

فتح فندق ريتز أبوابه في 1 جون عام 1898 ، كان لكل غرفة حمام خاص بها ، وهو أمر لم يسمع به من قبل في ذلك الوقت ، كان مثل جوهرة القرن الثامن عشر التي تجذب المجتمع.

أعتمد ريتز معايير مبتكرة لنظافة الحمام في كل جناح، وأقصى قدر ممكن من أشعة الشمس، والحد الأدنى من الستائر والمعلقات الأخرى. وفي نفس الوقت قام بفرش الفندق بكل مايُغري من الطراز القديم، من أقمشة عالية الجودة ، والمنسوجات ، والتذهيب ، وما إلى ذلك، ليصبح كمنزل رجل نبيل إنجليزي أو فرنسي، من أجل جعل العملاء يشعرون وكأنهم في المنزل.

كما ان الريتز إستضاف العديد من الملوك ، الأمراء والمشاهير حول العالم مثل كوكو شانيل أشهر مصممة أزياء في العالم إرنست هيمنجواي ومارسيل بروست و إف سكوت فيتزجيرالد، الذين أقامو في الريتز كمنزل و مقر لهم لأكثر من 30 عامًا، وقد تم تسمية بعض الأجنحة بأسمائهم تكريما لهم . وقد قال عن ريتز باريس ارنست هيمنجواى الذي عاش في الفندق لعدة سنوات، "عندما تكون في باريس ، فإن السبب الوحيد الذي يحملك على عدم الإقامة بفندق ريتز هو عدم قدرتك على دفع نفقات الإقامة" ، كذلك ذُكر عنه مقولته عن جمال وفخامة الفندق، " الدرجة ما قبل الأخيرة في سلم الصعود إلى الجنة " وقد سمي كذلك بار الفندق بإسمه كما يمكن رؤية صور من روايته التي كتبها في عام 1926 بعنوان "الشمس تشرق أيضا" وكذلك يمكن رؤية العديد من مشاهد الرواية داخل الفندق.

كما يفخر فندق ريتزبأنه يحوي بداخله ذكريات لا تنسى للروائي الفرنسي الشهير مارسيل بروست باعتباره ضيفا منتظما كان دائم التردد على الفندق والذي كان ضيف الشرف في فيلم ” الحب بعد الظهر” الذي لعبت فيه الممثلة أودري هيبورن دور البطولة في عام 1957.

كما كان الجناح الإمبراطوري بفندق ريتز مقر لإقامة الأميرة ديانا، أميرة ويلز وصديقها دودي الفايد، ، وقد تناولا فيه وجبة الغداء قبل وفاتها في حادث السيارة الشهير الذي تعرضا له في 31 أغسطس 1997.

كذلك فقد عاصر الفندق أيام كثيرة سيئة في الحرب العالمية الثانية والإحتلال الألماني لفرنسا حيث تحول الفندق في تلك الفترة العصيبة إلى مقر للقوات الألمانية و قائدها في ذلك الوقت وهو الجنرال هيرمان جورينج، الذي استقر في الجناج الإمبراطوري وذلك باعتبار الفندق ضمن غنائم الحرب. في نفس الوقت وأثناء فترة الإحتلال النازي لفرنسا، كان هتلر يستقبل فيه ضيوفه. والمفارقة أن الفندق آنذاك نجح في نفس الوقت في استقبال بعض طياري الحلفاء كما استقبل عناصر في المقاومة الفرنسية وهاربين من البطش النازي وحتى بعض اليهود.

ثم في عام 1979 ، اشترى محمد الفايد الفندق من عائلة ريتز وقام ببعض التجديدات ، والتي تضمنت إضافة مسبح وسبا ، وهو حدث رئيسي آخر للفنادق في باريس في ذلك الوقت ، ومع ذلك ، على مر السنين ، بدأ فندق الريتز في إظهار العمر، مع الأخذ بالحسبان نقص التقنيات التي تمتلكها العديد من الفنادق الفاخرة الأحدث في ذلك الوقت.

في عام 2011 ، أعلن محمد الفايد عن خططه للتجديد الكامل للفندق وقرر إغلاق أبواب فندق الريتز باريس لأول مرة في تاريخه ، من أجل إجراء ترميم كامل لفندق 5 نجوم الشهير و أعادها إلى مجدها السابق ، لذلك لا يتوقف تاريخ فندق ريتز عند هذا الحد. وأعيد فتحه في عام 2016 ، ولا يزال يُصنف كواحد من أفضل الفنادق الفاخرة في العالم ، حتى مع إضافة اسم ريتز إلى القواميس مع شرح التألق والبريق ، المرتبط بهذا الفندق منذ عقود.

تمت عمليات التجديد على يد المهندس المعماري تييري ديسبونت.  تم توظيف أكثر من 600 شخص للعمل في مشروع التجديد والترميم ، كما تم العثور على ديكور أصلي منذ أن فتح الفندق أبوابه لأول مرة تحت سيزار ريتز، كذلك تم العثور على بعض المفاجآت على طول الطريق ، مثل مساحة كانت سابقاً للخادمات في الطريق الى السطح تم ترميميها وبنائها وأصبحت الآن جناحاً مع شرفة خاصة به يسمى جناح مانسارت ، وذلك تكريما لإسم المهندس المعماري الذي صمم المبنى في الأصل.

كما و أن محمد الفايد قد أمر بإعادة استخدام كل شيء ممكن من الأثاث والتحف القديمة الأثرية التي كانت بالفندق قبل التجديد، يعود بعضها إلى عهد الملك لويس الخامس عشر والملك لويس الرابع عشر والإمبراطورية عندما كان نابليون الأول إمبراطوراً. وقد تم ترميم وتجديد الكثير من المفروشات والأقمشة حسب الطلب للقيام بعملية الترميم كاملة ، مما جعل كل غرفة وجناح فردي في الفندق فريداً تماما ً، وكلها مع أثاث فاخر كامل مع صنابير على شكل "بجعة" مطلية بالذهب داخل الحمامات الرخامية.

بالحديث عن الغرف في ريتز باريس ، كان هناك 159 في الأصل ، ولكن تم تخفيض هذا العدد إلى 142 ، مع 71 من هذه الأجنحة الآن. وقد تم تجديد أنظمة التدفئة والتبريد وتكييف الهواء ، إلى جانب الإضاءة والسباكة والديكور ، ولا يزال الكثير منها يستخدم ألوان الريتز التقليدية للتذهيب الأزرق والذهبي مع الألواح الخشبية.

تم إنشاء صالة إحتفالات فخمة في أسفل الفندق، وإضافة ممر متصل بمرآب السيارات مباشر للفندق لتوفير الخصوصية للنزلاء من الشخصيات الهامة في العالم وقت الدخول والخروج من الفندق ويتم ذلك بهدوء وسرية تامة.

تم تجديد منطقة المسبح والسبا ، وفيها أول منطقة سبا شانيل في العالم وغرفة للياقة البدنية وصالون ديفيد ماليت بالإضافة إلى حديقة جميلة لفندق ريتز على الطراز الملكي الفرنسي. كما تم تجديد منطقة اللوبي وزيادة مساحتها بارتفاع إضافي وإضاءة مميزة ومنطقة جلوس مفتوحة. 

كما تم تجديد بار بيسترو، و تم إعادة تصميم المعرض الذي يقع بين المبنيين اللذين يربطان الفندق معاً ، والذي كانت زوجة المالك الأصلي سيزار ريتز قد وافقت عليه بلا شك وتسمى تمبتيشن واك، فيه تُعرض العناصر الفاخرة وغير العادية التي يمكنك شراؤها، كما يمكن الإطلاع على المنتجات التي يمكن شرائها من خلال الرابط، البوتيك

كانت هناك أيضاً مدرسة للطهي في الريتز لعدة سنوات ، والتي سميت على اسم الشيف أسكوفييه، الذي كان أول طاه في هذا الفندق الفاخر عندما تم إفتتاحه، و الذي كان يعمل مع سيزار ريتز سابقاً ، و تمت إضافة مطبخ ثالث إليه للتدريب والاستشارات المهنية للطهاة ، إلى جانب دروس الطهاة الناشئين.

على الرغم من أن العديد من التغييرات تبدو دقيقة عندما تدخل الفندق التاريخي لأول مرة ، وذلك لأن فندق ريتز باريس قد تمكن من الاحتفاظ بشخصيته و الفن المعماري الخاص بالقرن الثامن عشر الذي أراد الكثير الحفاظ عليه فيما يتعلق بالمالك الأصلي سيزار ريتز.

لمتابعة جديد نبال، تسعدني اضافتكم على سناب تشات، بالضغط على الرابط، nebal.s

دمتم بود،

نبال

Comments

09.01.2021 14:16

Norah Alyami

مقال جمييييل .. شكراً نيبال