لِعُشاق الآيس كريم

لِعُشاق الآيس كريم

يُعد شهر جولاي "يوليو، تموز" (شهر الآيس كريم الوطني) في الولايات المتحدة الأمريكية.

لفتني كثير تاريخ وبداية الآيس كريم في موضوع على السناب شات للأستاذة نهلة @nahlanon وسمحتلنا مشكورة طرحه بالمدونة، ممتنة لك أ نهله، أحب أذكر أن سنابها يطرح موضاعات ومعلومات متنوعة شيّقة.

حقيقي ابداً ما كنت أتوقع أن الآيس كريم كان يعد حلوى للملوك والنبلاء في قديم الزمان. بما إني أتربيت على حب الآيس كريم من ماما (الله يحفظها) جاني فضول أعرف أكثر عن الآيس كريم.

ماقصة ظهوره؟ كيف تطور إنتاجه على مر العصور؟ أي البلاد يوجد فيها أكبر معدلات الإنتاج والإستهلاك؟

الآيس كريم بالنسبة لماما و كثير من الناس في العالم يُؤكل في أي وقت وأي موود، مبسوط، زعلان، جوعان، شبعان ليس له وقت محدد. ويُعد الآيس كريم الحلوى المفضلة للكثيرمنا، وعادة ما نلجأ لتناوله صيفاً في محاولة لمواجهة حرارة الطقس.

 

تاريخ الآيس كريم القديم

ظهرت المثلجات لأول مرة في بلاد فارس القديمة، منذ حوالي 2500 عام. وفي ذلك الوقت، كانت جميعها تعتمد على المياه المثلجة المُحلّاة، التي كان يجري طحنها وتفتيتها الى قطع صغيرة، ثم تُزين بالعديد من قطع الفواكه وغيرها من الإضافات اللذيذة.

وقد وصل هذا التقليد في إنتاج المثلجات تدريجياً الى الإمبراطوريتين اليونانية والرومانية، حيث استُقبلت المثلجات برحابة، ولكنها اقتصرت على طبقات النبلاء والملوك الرومان.  يذكُر المؤرخون أن (الإسكندر الأكبر) كان يحب تناول الثلج المُنَكّه بالعسل ورحيق الأزهار.  كذلك، كان الإمبراطور الروماني (نيرو كلاوديوس سيزار) يرسل المتسابقين مراراً الى الجبال؛ بحثاً عن الثلج الذي كان يجري خلطه في ما بعد مع الفواكه والعصائر. تشير نصوص الكتاب المقدس والتوارة الى أن (الملك سليمان)، كان مولعاً بالمشروبات المثلجة خلال موسم الحصاد. بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية، توقف نقل الجليد المنظم من الجبال الى المدن، وبالتالي إرتفعت تكاليف إنتاج المثلجات.

في الصين واليابان، كان من الشائع جمع الجليد للحفاظ على الطعام منذ أكثر من ألف عام. في اليابان، أعلن الإمبراطور (نينتوكو) تخصيص (يوم وطني للثلج)، وفي (شيه تشينج)، التي تُعد أقدم مجموعة موجودة من قصائد الشعر الصيني، 305 من القصائد الشعرية التي يرجع تاريخها الى القرنين الحادي عشر والسابع قبل الميلاد، ذُكر فيها إقامة مهرجان لجمع الجليد.  خلال عهد أُسرة (تانج الصينية)، أُشير الى وجود مشروب يتكون من الحليب المطبوخ بالدقيق والكافور، الذي كان يوضع في حاويات حديدية، ويدفن في الجليد.

قد تبنى العرب تلك الوصفة وأعدوا المشروبات الباردة من الكرز، السفرجل والرمان، كان يطلق عليها"شربات"، ومنها اشتقت الكلمة الإنجليزية "Sorbet"و التركية "Sherbet" التي تعني المشروب البارد.

 

بداية إنتقال المثلجات الى أوروبا

في عام 1295 قام الرحّالة (ماركو بولو)، بجلب خلطة الآيس كريم من الصين الى إيطاليا، حيث بدأ أغنياء إيطاليا يضيفون اللبن على الثلج لِإنتاج آيس كريم من اللبن المثلج. في عام 1533 عندما أصبحت الأميرة الفلورنسية (كاثرين)، ملكة فرنسا عقب زواجها من الملك (هنري الثاني) ملك فرنسا، انتقلت معها خلطة آيس كريم اللبن المثلج من إيطاليا الى فرنسا، قدمت "كاثرين "عجائب الشرق، مثل أواني الأكل، والأحذية ذات الكعب العالي، بالإضافة الى الآيس كريم، الى نبلاء أوروبا.

بعدها أصبح عدد من طهاة فرنسا ينتجون الآيس كريم بنكهات لذيذة، كما قام أحد هؤلاء الطهاة بإفتتاح محل لبيع الآيس كريم المضاف اليه نكهات مختلفة مثل الشكولا والفراولة.

قام الملك الإنجليزي (تشالز الأول) بزيارة فرنسا في عام 1600، وتم تقديم آيس كريم اللبن المثلج له في تلك الزيارة، الذي أحبه كثيرا فأبتاع سر الخلطة من الطاهي الفرنسي الذي قدمها اليه وعاد بها الى إنجلترا. تروي الأساطير عن "تشارلز الأول"، انه كان يدفع للطاهي الخاص به ما يساوي 500 جنيه استرليني سنوياً؛ من أجل إبقاء وصفة الآيس كريم المفضل له سراً عن بقية شعب إنجلترا. الأكثر غرابة ما يُروى عنه بأنه أمر بقطع رأس الطاهي، بعد أن أدانه بإفشاء سر وصفة الآيس كريم المفضل لديه للعامة، ومن هنا أصبح أغنياء إنجلترا يتناولون تلك الحلوى المثلجة.

لاحقاً قدّم الشيف الإيطالي (بركو بيو كوتو)، وصفة جديدة لعمل المثلجات تمزج الحليب، القشدة، الزبدة، والبيض والتي عرفت بال "جيلاتو" وبالإيطالية "Gelato" وكان أول من قدمهافي مقهاه، الذي يُعد أول و أقدم مقهى في باريس. بفضل الجيلاتو، حصل "كوتو" على الجنسية الفرنسية، وحصل أيضاً على ترخيص ملكي حصري صادر من الملك (لويس الرابع عشر)، جعله في ذلك الوقت المنتج الوحيد لتلك الحلوى المجمدة في المملكة الفرنسية.

 

بداية إنتقال المثلجات الى الولايات المتحدة الأمريكية

في عام 1700 بدأ الحاكم الإنجليزي لولاية ميرلاند الأمريكية يقدم الآيس كريم الى ضيوفه، وبعد مرور76 عام بدأت أول مؤسسة تجارية لبيع الآيس كريم عملها في مدينة نيويورك.

بعدها بفترة وبالتحديد عام 1843، قامت سيدة أمريكية تدعى (نانسي جونستون) بإختراع آلة لعمل الآيس كريم بشكل يدوي أسرع.

في عام 1851 أفتتح (جاكوب فوسيل) أول مصنع للآيس كريم في بالتيمور بولاية ميرلاند الأمريكية، وكان يبيع الآيس كريم من خلال العربات المتنقلة.

في أوائل عام 1903 كان بائع الآيس كريم (ايتالو ماركيوني) يبيع الآيس كريم على عربة يد يدفعها في شوارع المدينة، كما أخترع الآيس كريم المقدم في رقائق البسكويت، والذي أنتشر بعدها في كافة دول العالم.

مع بداية الحرب العالمية الثانية، أنتقلت شعبية الآيس كريم الكبيرة من أمريكا الى أوروبا، و أصبح الآيس كريم يمثل رمزاً للمعنويات الجيدة خلال الحرب. كان كل فرع من فروع الجيش الأمريكي يحاول التفوق على الآخر في تقديم الآيس كريم لقواته. في عام 1945، جرى بناء أول صالة آيس كريم عائمة للبحارة في غرب المحيط الهادئ. عندما أنتهت الحرب، أحتفلت أمريكا بفوزها عبر تناول الآيس كريم، و أستهلك الأمريكيون أكثر من 20 لتر من الآيس كريم للشخص الواحد في عام 1946.

بعد الحرب العالمية الثانية، شهدت صناعة الآيس كريم توسعاً هائلاً، مما أتاح إنشاء عدد لا يحصى من نكهات الآيس كريم بسعر مقبول. ومع التقدم التكنولوجي المستمر، أصبح إجمالي الإنتاج السنوي الحالي لأمريكا من منتجات الألبان المجمدة، يبلغ أكثر من 1.6 مليار جالون. وعلاوة على ذلك، تُعد أمريكا أكبر منتج ومستهلك للآيس كريم في العالم، إذ تتناول 90% من الأُسر الأمريكية الآيس كريم. وتعد ولاية كالفورنيا أكبر منتج للآيس كريم في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

أخيرا بالنسبة لنا كشعوب عربية أشتهرت لدينا الدندورمة، (وتعني "مثلجة") هي إسم يطلق على البوظة في تركيا. وتحتوي الدندورمة على لبن مجفف، سكر، سحلب ومستكة، وربما يكون موطنها الأصلي الذي أُخذت منه هو منطقة "كهرمانمارش".

 

دمتم بود،

نبال